تفسير قوله تعالى: (ذلك بأنهم كانت تأتيهم رسلهم بالبينات فكفروا)
قال تعالى: ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ [غافر: ٢٢].
((ذَلِكَ)) أي: أخذهم وعذابهم ودمارهم وهلاكهم؛ لأنهم أرسل الله إليهم رسلاً كما أرسل نبينا إلى الخلق كلهم، وجاءهم رسلهم بالبينات وبعلامات واضحات، وبأدلة كاشفات، وبالمعجزات الملزمات على قدرة الله ووحدانيته، وعلى صدق كتبه ورسله، ومع ذلك كفروا بكل ذلك، وجحدوا الإيمان بكل ذلك: ((فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ)) أي: أهلكهم ودمرهم من أجل هذا.
قوله تعالى: ((إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) أي: القوي الذي لا أقوى منه، والقادر على كل شيء.
قوله تعالى: ((شَدِيدُ الْعِقَابِ)) أي: مؤلم وموجع عقابه، فمن عاقبه لن يستريح يوماً، ويكون قد خسر دينه ودنياه، وخسر نفسه وأهله وولده، إما أن يكونوا في الجنة وقد خسرهم، وإما أن يكونوا في النار، فلا يفيد أحد أحداً، ولن يجد حميماً ولا شفيعاً يطاع يشفع له عند ربه، هيهات هيهات بعد الكفر وبعد الشرك أن تكون هناك رحمة أو توبة!