تفسير قوله تعالى: (ويا قوم ما لي أدعوكم إلى النجاة)
ثم قال تعالى: ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ [غافر: ٤١].
لا يزال مؤمن فرعون يحاور فرعون وهامان وقارون وقومهم، ويزيف كفرهم وشركهم، ويعلمهم بالدين الحق، يعلمهم بالإله الواحد، وينصحهم ويعلن إسلامه ويدعوهم إليه، وهو لا يخاف في ذلك أحداً إلا الله، فقد أعلن كلمة الحق وجهر بها عندما رأى فرعون يحاول قتل النبي الكريم موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، فقال: ﴿وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ﴾ [غافر: ٤١] يقول العربي -وهي لغة عربية فصحى- ما لي أراك حزينا، أي: ما بالك وما الذي أصابك؟ أو أخبرني بحالك؟ فقوله: ﴿مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ﴾ [غافر: ٤١] أي: ما لكم؟ وما الذي أصابكم وأضاع فهمكم؟ فأنا أدعوكم إلى النجاة من النار والعذاب، وأنتم تدعونني إلى النار، أنا أدعوكم إلى التوحيد والإيمان، وأنتم تدعونني إلى النار، أي: إلى أسبابها من شرك وكفر، وخروج عن دين الله وكتبه ورسله.