تفسير قوله تعالى: (فاصبر إن وعد الله حق)
ثم قال تعالى: ﴿فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالإِبْكَارِ﴾ [غافر: ٥٥].
عاد الله إلى خطاب نبيه صلى الله عليه وسلم، والسورة مكية، وقد نزلت عليه والمؤمنون مضطهدون في مكة ومعذبون: بين قتيل، وبين مضطهد لا أمان على حياته وإيمانه ورزقه، والله قد ابتلى الأنبياء وأتباعهم قبل نبينا بأقوامهم، وما كانت النتيجة؟ أن نصر الله أولياءه، وعاقب وسحق أعداءه.
وقوله تعالى: (فاصبر) يدعو الله نبيه ﷺ إلى الصبر، فصبر ما شاء الله له أن يصبر، ثم هاجر إلى المدينة، ثم أذن له بالقتال والانتصار، وهذه كانت قبل الإذن بذلك؛ ولذلك تعتبر منسوخة، فقد نسخت بالقتال، أي: بقوله تعالى: ﴿أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ﴾ [الحج: ٣٩].