تفسير قوله تعالى: (وقال الذين في النار لخزنة جهنم)
فقال تعالى: ﴿وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٩].
فالكبراء والصغراء ذهبوا للملائكة خزنة جهنم وطلبوا منهم بأن يدعوا ربهم بتخفيف العذاب عنهم، وخزنة جهنم هم الذين يشرفون على عذاب هؤلاء كي لا يفروا منها.
وقوله تعالى: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ﴾ [غافر: ٤٩] أي: قالوا لهؤلاء الخزنة: ادعوا الله بلسانكم أن يخفف عنا يوماً، أي: أن يعطيهم يوماً من الأيام يكون العذاب فيه خفيفاً، فلم يطمعوا في زوالة؛ لأنهم مشركون وماتوا عليه، فالذي طلبوه هو أن يخفف الله عنهم عذاب يوم من الأيام، لكن اليوم في الآخرة عظيم بالنسبة لأيام الدنيا، اليوم في الآخرة كألف سنة مما يعد من أيام الدنيا، فهم طلبوا تخفيف عذاب يوم من أيام النار.


الصفحة التالية
Icon