تفسير قوله تعالى: (إن الله لذو فضل على الناس)
قال تعالى: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ [غافر: ٦١].
أي: إن الله جل جلاله ذو فضل على الناس بأن خلقهم ورزقهم وأراحهم، ونظم أوقاتهم: الليل للراحة والنهار للعمل، وهداهم واصطفاهم، وذاك من فضل الله.
وقوله تعالى: ﴿وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ﴾ [غافر: ٦١].
أي: هم مع غير العالمين، ومع المشركين المرتدين، مع المنحرفين الضالين، ولكن الخير دائماً قليل كالملح في الطعام، وإنما وظيفة الرسل وخلفائهم من العلماء أن يبلغوا دين الله كتاباً وسنة، وما عدا ذلك فلا يكلفون به، ولكن على الحاكم أن يجبرهم على الحق بحد السيف، وذلك بإقامة الحدود، وبنشر الأمان والعدل، ومن حدثته نفسه بالإخلال الأمني وبالفساد في الأرض فإنه يفعل به ما أمر الله به ورسوله، فمن قتل وقطع وصلب، فجلد فنفيهم من الأرض، كل على حسب جريمته وذنبه ومصيبته.