تفسير قوله تعالى: (حتى إذا ما جاءوها شهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم)
قال تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [فصلت: ٢٠].
أي: حتى إذا جاءوا النار ووصلوا إليها وهم يُسبحون على وجوههم.
و (ما) في القرآن صلة، وهي في اللغة زائدة، ولكنها زائدة أو صلة من حيث الأعراب والنحو، أي: ليس لها مكان ولا أثر في رفع أو نصب أو جر، ولكنها في المعنى للتأكيد، ولها المعنى الكامل في تأكيد المعنى الداخلة عليه.
فقوله تعالى: ((حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا))، أي: حتى إذا تأكد مجيئهم ووصل أعداء الله إلى النار، ((شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ))، أي: إذا وصلوا إلى النار فسينكرون ويقولون: نحن ما أذنبنا وما عصينا وقد عشنا موحدين.


الصفحة التالية
Icon