تفسير قوله تعالى: (ويوم يحشر أعداء الله إلى النار)
قال الله جل جلاله: ﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ * حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾ [فصلت: ١٩ - ٢٠].
يقول ربنا جل جلاله: هؤلاء المرتدون المشركون الكافرون بالله وبكتبه وبرسله وبيوم القيامة سيحشرون إلى النار ويُجمعون فيها ويكتلون ويجرون ويسحبون.
﴿وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاءُ اللَّهِ﴾ [فصلت: ١٩]، وأعداء الله هم الكافرون واليهود والنصارى وأتباعهم والمستخدمون لهم والمنافقون الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر.
قال تعالى: ((حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا))، أي: هؤلاء الكفار عندما يحشرون إلى النار ويجيئون إليها ويقدمون عليها سيشهد عليهم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بما كانوا يعملون، فإنهم عندما يحشرون ويصبحون مع النار وجهاً لوجه يرون المسلمين يقولون: نحن موحدون مؤمنون، فيؤمر بهم ويدخلون الجنة، فيقولون هم: ما دام هؤلاء قد قالوا ذلك ولم يكذَّبوا فنحن إذا قلنا ذلك فسنصدق ولا نكذّب.
فيقولون: إنهم مؤمنون ويكذّبون الملائكة والكتب التي جاءت بها الكتبة الكرام من ملك اليمين وملك الشمال، وفي هذه الحالة عندما يفعلون ذلك يطبق الله تعالى أفواههم وتكبر ألسنتهم وتملأ حلوقهم وتكبر الحلوق فلا يستطيعون نطقاً ولا كلاماً، وعند ذلك تشهد عليهم أرجلهم وجلودهم بذنوبهم ومعاصيهم وما كانوا يعملون في الدنيا من كفر بالله وشرك به وأفعال سيئة وجرائم بيّنة.


الصفحة التالية
Icon