تفسير قوله تعالى: (من عمل صالحاً فلنفسه ومن أساء فعليها)
قال تعالى: ﴿مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ﴾ [فصلت: ٤٦].
يقول تعالى لهؤلاء: الله غني عن إيمانكم لا ينفعه إيمانكم ولا يضره كفركم، فإن آمنتم وأحسنتم فلأنفسكم، وبإيمانكم تدخلون الجنة وترحمون وتخرجون من غضب الله ومن لعنته إلى عداد من يرحمهم ويرضى عنهم ويجازيهم بالجنان.
((مَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ))، فالصالحات أجرها ونتيجتها ومآلها لنفسه، أي: فنفسه خدم ولها عمل.
((وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا))، أي: ومن كفر بالله وخالف كتابه وعصى رسوله فعلى نفسه ولها أساء، وقد حمل نفسه ما لا تحتمل من عذاب الله وغضبه وأوقعها في النيران.
قال تعالى: ((وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)) فالله جل جلاله حرم الظلم على نفسه، ثم حرمه على عباده، فلم يعذب محسناً، وقد يغفر للمسيء إذا مات على لا إله إلا الله محمد رسول الله.
وقوله: ((وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ)) هذه الصيغة صيغة مبالغة، وليس معناها نفي المبالغة، بل نفي الظلم، ولا يظلم ربك أحداً، وقد تكون صيغة المبالغة بمعنى النفي المطلق.