تفسير قوله تعالى: (فاستخف قومه فأطاعوه إنهم كانوا قوماً فاسقين)
قال ربنا: ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ [الزخرف: ٥٤]، ادعاء الألوهية هو الهراء والكلام الساذج الذي لا ينطقه ذو عقل سليم؛ ألأنه يحكم مصر، وماذا عسى أن تكون مصر؟ فأنت لو حكمت الدنيا فإنك بعد ذلك ستموت ولا يموت الرب.
لكن قومه صدقوه واتبعوه وأطاعوه؛ لأنهم كانوا خفيفي العقول، فأيما حاكم جاءهم أسرعوا للطاعة ولقبول كلامه، فمن ادعى الألوهية أو النبوءة أو الزعامة أو الصلاح صدقوه، ومن أتى باليهود وحكموا معه صدقوه، ومن حارب المسلمين وسجنهم وشنقهم وهاجمهم صدقوه وكانوا معه، فتلك خصلة من الخصال التي خلقها الله وما أشبه اليوم بالأمس، فـ فرعون وجدهم ضعاف العقول خفيفي الأنفس قليلي الإدراك والفهم ﴿فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ﴾ [الزخرف: ٥٤]، قال تعالى عنهم مبيناً سبب ذلك: ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ﴾ [الزخرف: ٥٤].


الصفحة التالية
Icon