تفسير قوله تعالى: (لكم فيها فاكهة كثيرة منها تأكلون)
قال تعالى: ﴿لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ﴾ [الزخرف: ٧٣]، والطعام بلا فاكهة لا يكفي، فلابد من تمام الطعام أن يكون فيه من أنواع اللحوم والمشهيات والمقبلات والماء، والفواكه للتفكه بها ولهضم الطعام، وهكذا في الجنة، فقد ذكر الله الطعام والشراب: (جاء بدوي إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وقال: يا رسول الله! إني أحب الإبل، فهل في الجنة إبل؟ فقال له رسول الله عليه الصلاة والسلام: إن أنت دخلت الجنة فلك من الإبل ما تشتهيه وما تريده وما تتصوره بما تريد وبما تشاء، فسر البدوي بأن فيها إبلاً، وجاء رجل آخر وقال: يا رسول الله! إني أحب الخيل، فهل في الجنة خيل؟ قال: نعم، إن أنت دخلت الجنة فلك فيها من أنواع الخيل ما تريد وما تشاء).
ففي الجنة أنواع الفواكه جميعها؛ بما تعرف وبما لا تعرف، وبكل الأشكال والألوان والطعوم واللذائذ.
في دنيانا نجد فاكهة في بلاد العرب لا نجدها في غيرها، ونجد فاكهة في أرض أوروبا أو أرض أمريكا أو بلاد المسلمين البعيدة لم نرها في بلاد العرب ولم نرها في بلاد المسلمين القريبة، أشكال وألوان وكلها لذيذة وطيبة.
وهناك فاكهة رأيتها في جزيرة (هونك رهن) -من جزر الصين- رائحتها قبيحة يبتعد عنها الإنسان، ولكن إذا أزيلت قشرتها انقلبت رائحتها إلى رائحة طيبة، أما طعمها فهي من ألذ ما يكون من الفواكه، إضافة إلى ذلك فإن لها خصائص ومنافع، ومن منافعها أنها تزيد في الباءة عند الرجال وكل المتزوجين في الأغلب.


الصفحة التالية
Icon