تفسير قوله تعالى: (كذلك وأورثناها قوماً آخرين)
قال تعالى: ﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ [الدخان: ٢٨].
أي: كذلك نفعل بمن فعل فعلهم، والقصة ألقيت على المسلمين، فقصة فرعون ذكر فيها ربنا ما فعله بـ فرعون وقومه نتيجة كفرهم وجحودهم وخروجهم عن أمر الله، وكذلك يفعل بمن فعلوا فعلهم وكفروا كفرهم فيغرقهم ويعاقبهم ويعذبهم ويسلبهم النعم من القصور ومن المزارع ومن الخيرات ومن البيوت الكريمة ومن كل ما كانوا يعيشون فيه.
ف قوله تعالى: ﴿كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا قَوْمًا آخَرِينَ﴾ [الدخان: ٢٨] أي: فسلبها الله منهم وأورثها لبني إسرائيل، فأصبحوا أهلها ومتملكيها، وما أشبه اليوم بالأمس مع فارق كبير، فهؤلاء كانوا ملحدين، وكانوا وثنيين، وكانوا يعبدون فرعون، وكانوا إماء، ولكن الله أرسل لهم نبياً لينقذهم من الذل والهوان وليدعو أولئك بتسليم ما عندهم من هؤلاء المؤمنين، فكفروا وأبوا.
ونحن اليوم في عصر الشعب فيه مسلم، واليهود أذل خلق الله، ونجد من المسلمين من يذلون أنفسهم لههم ويملكونهم بلادهم ويرفعون راياتهم، ويضربون على رءوسهم بالمدافع به، ويهتفون بأسمائهم، ويخضعون لهم ويذلون، والتاريخ يعيد نفسه، ولكن هنا عودة مؤلماً، فقد كان أولئك في وثنية، واليوم ليس الوضع كذلك، فالمسلمون على إيمانهم وعلى إسلام، فجاء فرعون الجديد، فأغراهم واستخف عقولهم، فأغروا بهؤلاء الكفرة من إخوان القردة والخنازير وعبدة الطاغوت، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.