معنى قوله تعالى: (ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على العالمين)
قوله تعالى: ﴿وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ﴾ [الجاثية: ١٦].
رزقهم الله تعالى الحلال الطيب الذي لا حرام فيه، ورزقهم من المن ومن السلوى ومن صيد البحر ومن صيد البر ومما عملته أيديهم ومما كسبوه، فكان ما كسبوه وما رزقوه حلالاً طيباً، كان ذلك عندما كان بنو إسرائيل متمسكين بالكتاب، ومتمسكين بطاعة أنبيائهم، ومتمسكين بالله ورسله، أما عندما بدّلوا وغيّروا فقد انتقلوا من الإسلام إلى الشرك.
قوله تعالى: ﴿وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ [الجاثية: ١٦].
أي: فضّلهم ربنا على عالمي زمانهم وعصرهم؛ لأن الله قال لأمة محمد صلى الله عليه وسلم: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [آل عمران: ١١٠] فهي خير الأمم عموماً، وهي خير أمة أخرجت منذ آدم عليه السلام.
فالأمة المحمدية خير الأمم، ونبيها خير الأنبياء، وكتابها خير الكتب، ولذلك عندما نزلت هذه الآية نزلت متأخرة في آخر الكتب وعلى آخر نبي، فكان ما مضى في أيام التوراة وأيام موسى تاريخاً قد انتهى، فبنو إسرائيل كانوا خير أهل عصرهم، أما خير الأمم قبل وبعد بني إسرائيل وبقية الشعوب الأخرى فهي الأمة المحمدية.