تفسير قوله تعالى: (فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها)
ثم قال تعالى: ﴿فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾ [طه: ١٦].
الخطاب للنبي موسى عليه السلام وهو خطاب للمؤمنين من أشياعه وأنصاره.
قوله: ﴿فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْهَا مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا﴾ [طه: ١٦].
أي: فإياك يا هذا المؤمن أن يصدك عنها صاد، وأن يردعك عنها رادع، أو يبعدك عنها مبعد كي لا تؤمن بوقوعها، ولا بإتيانها، بل آمن بها وبمجيئها، وإياك أن تفعل كما يفعل الكفرة الجاحدون.
وقوله: ﴿مَنْ لا يُؤْمِنُ بِهَا﴾ [طه: ١٦]: أي: من لا يؤمن بيوم القيامة، ولا يؤمن بالبعث بعد الموت.
﴿وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَتَرْدَى﴾ [طه: ١٦].
أي: اتبع أهواءه، واتبع وساوسه، واتبع فساده، فلم يؤمن بالأنبياء ولا بالكتب المنزلة عليهم، فصدوا عن الحق، وابتعدوا عنه، فإن أنت فعلت ترد فتهلك وتخسر وتكون من أصحاب النار.


الصفحة التالية
Icon