تابع تفسير قوله تعالى: (أولئك الذين حق عليهم القول)
قال الله جل جلاله: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ﴾ [الأحقاف: ١٨] يقول ربنا عن هؤلاء العققة الكافرين الذين أشركوا بربهم وعقوا أبويهم وخرجوا عن دين الله، جزاؤهم أنه قد حق عليهم القول ووجب عليهم لعنة الله، حيث قال عليه الصلاة والسلام في الحديث القدسي: قال الله عز وجل: (هؤلاء إلى النار ولا أبالي، وهؤلاء إلى الجنة ولا أبالي).
هذا القول صدر عن الله في عذاب كل كافر وفي عذاب كل عاق، إذا هو لم يؤمن بالله ويتب مما أذنب فسيكون حاله كذلك عندما يبعث يوم القيامة.
فقوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ حَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ﴾ [الأحقاف: ١٨] أي: وجب عليهم العذاب في قول الله تعالى بأن هؤلاء للجنة وهؤلاء للنار.
فقوله تعالى: ﴿فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ﴾ [الأحقاف: ١٨] أي: مع أمم وشعوب قد كفرت بالله وقد سبقت ومضت وهلكت وبادت ﴿مِنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ﴾ [الأحقاف: ١٨] أي: ضمن أمم خلقت وسبقت من قبلهم من الجن والإنس ﴿إِنَّهُمْ كَانُوا خَاسِرِينَ﴾ [الأحقاف: ١٨] فهؤلاء الأمم خسروا دينهم ودنياهم وأنفسهم في الدنيا والآخرة.