تفسير قوله تعالى: (يا قومنا أجيبوا داعي الله وآمنوا به)
عادوا فقالوا: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأحقاف: ٣١] فهم قد أخبروهم بما وجدوا وبما أصابوا من أنهم استمعوا إلى كتاب هاد للحق وهاد لطريق مستقيم أنزل بعد عصر موسى، وبما أنه جاء بالهداية وبالطريق المستقيم قالوا: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ وَآمِنُوا بِهِ﴾ [الأحقاف: ٣١] هذا الذي استمعنا منه القرآن هو داعي الله، وهو الذي جاءنا به عن الله.
قوله: ﴿يَا قَوْمَنَا أَجِيبُوا دَاعِيَ اللَّهِ﴾ [الأحقاف: ٣١] أي: استجيبوا له وآمنوا برسالته ولا تكفروا بما جاء به.
قوله: ﴿وَآمِنُوا بِهِ﴾ [الأحقاف: ٣١] أجيبوه حيث تؤمنون وتسلمون بأن هذا الذي أنزل عليه هو كلام الله حقاً، وبأنه جاء عن الله أتى به رسول حق من الله، فاستجيبوا لذلك وآمنوا به وصدقوه؛ صدّقوه جناناً، صدقوه ضميراً، صدقوه أعمالاً وحواساً.
قال تعالى: ﴿يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُجِرْكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ﴾ [الأحقاف: ٣١] أي: إن أنتم فعلتم وأجبتم داعي الله محمداً ﷺ يجركم ويحفظكم وينقذكم من عذاب أليم فقوله: ﴿وَيُجِرْكُمْ﴾ [الأحقاف: ٣١] الإجارة: الغوث والنصرة والتأييد.