تفسير قوله تعالى: (وينصرك الله نصراً عزيزاً)
قال الله تعالى: ﴿وَيَنْصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزًا﴾ [الفتح: ٣].
نصر الله بمعاهدة صلح الحديبية نبيه والمسلمين، ﴿نَصْرًا عَزِيزًا﴾ [الفتح: ٣] أي: نصراً عظيماً لا يُنال مثله ولا يوصل لمثله، فكان العز والنصر والتأييد في ركاب رسول الله والمؤمنين من أصحابه، فقال الأصحاب: هنيئاً لك مريئاً يا رسول الله نزول هذه الآية: ﴿إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا﴾ [الفتح: ١]، هذا لك، فما أعد الله لنا؟ قال: أعد لكم: ﴿لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِنْدَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا﴾ [الفتح: ٥]، فكذلك المؤمنون أكرمهم الله بدخول الجنان، وبتكفير السيئات، وبالفوز العظيم عند الله في الدنيا والآخرة، فالله أكرم الأكرمين، ومن هنا كانت بشارة المصطفى لأصحابه بأن بشر جميع أهل شجرة الرضوان بالجنة، وقال لهم: أنتم أفضل أهل الأرض ممن على وجه الأرض إذ ذاك، فهم من باب أولى أفضل ممن سيأتي بعدهم.