تفسير قوله تعالى: (الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم)
قال الله جل جلاله: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ * وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ﴾ [محمد: ١ - ٢].
هذه سورة محمد عليه الصلاة والسلام، وتسمى كذلك بسورة القتال، وآياتها ثمان وثلاثون آية، وهي مدنية.
وسميت باسم النبي عليه الصلاة والسلام لما في الآية الثانية من أن الإيمان لا يتم إلا بالإيمان به صلى الله عليه وسلم.
وسميت بسورة القتال لما ذكر فيها من القتال والحض عليه والدعوة إليه والجزاء بالجنات وبالرضا وبالشهادة لمن استشهد في سبيل الله.
قال تعالى: ﴿الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ [محمد: ١].
أي: الذين كفروا بالله وأشركوا بجلاله ووحدانيته وصدوا عن سبيله ونفروا الناس عن الإيمان به، ودفعوهم للبعد عنه وعن الإيمان به وبأنبيائه هؤلاء يبطل الله أعمالهم ويضلها ويمحقها ويذروها حتى تصبح هباء منثوراً، فلا يقبل منهم حتى ما يعتبر إحساناً أو صلة رحم أو صدقة أو ما أشبه ذلك؛ لأن قبول هذا متعلق بالإيمان بالله، ومن لم يؤمن بالله فلن يقبل منه.