معنى الألفاظ الواردة في آية القتال
وقوله: ﴿فَإِذا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ﴾ [محمد: ٤] أي: إذا لقيتم الكفار في ساحة الحرب والمعركة فابتدئوا بضرب رقابهم، أي: بمقاتلهم حيث تقضون عليهم لأول هجمة لا للجرح والكسر فقط، بل للقتل والقضاء المبرم، ويبقى ذلك مسترسلاً ((حَتَّى إِذَا أَثْخَنتُمُوهُمْ)) أي: إلى الإثخان والمبالغة في القتل، وقتل الزعماء والقادة والضباط والكبار.
وقوله: ((فَشُدُّوا الْوَثَاقَ)) أي: اربطوهم بالسلاسل والحبال بشكل محكم، وربط تام كي لا يفروا.
وقوله: ﴿فَإِمَّا مَنًّا بَعْدُ وَإِمَّا فِدَاءً﴾ [محمد: ٤] أي: بعد الأسر والقتل والإثخان، فلكم المن أي: بأن تمتنوا عليهم وتطلقوا سراحهم، وتفادوا بهم بمال أو عمل.
وقوله: ﴿حَتَّى تَضَعَ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا﴾ [محمد: ٤] أي: حتى تضع الحرب التي أنت فيها أثقالها ونهايتها، وذلك باستسلام العدو وتنكيس الراية منه، وقبوله الخضوع لحكم الإسلام دون قيد ولا شرط.
وقوله: ﴿وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانتَصَرَ مِنْهُمْ﴾ [محمد: ٤] أي: ولو شاء الله لانتقم منهم بلا حرب ولا قتال، وانتصر للمسلمين بداهية تنزل على أعدائهم، إما بزلزال من الأرض، وإما بصواعق من السماء، وإما بريح عاصف.
وقوله: ﴿وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ﴾ [محمد: ٤] أي: أمر بالقتال والجهاد ليختبركم ويفتن بعضكم ببعض، ليعلم الصادق من الكاذب، والمؤمن من الكافر، وهو من قبل أعلم بهم جل جلاله وعز مقامه.