تفسير قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)
قال تعالى: ﴿أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: ٢٤].
هؤلاء عندما يسمعون آية وعندما تُقرأ عليهم سورة ألا يتدبرونها؟ ألا يتمعنون فيها؟ ألا يفهمونها ويقومون بما فيها من مفهوم ومنطوق؟ أليست لهؤلاء عقول تدرك أو قلوب تعي وتفهم ((أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا))؟ فسّروا (أم) هنا بـ (بل) أي: بل على القلوب أقفالها.
والأقفال: جمع قفل، وهو القفل المعروف.
يمثّل الله بعمى قلوب هؤلاء كمن لو جيء بقفل فرُبط على قلبه فلا يفهم، ولا يدرك، ولا يعي، ولا يفقه شيئاً، فالقلوب مصمتة، والآذان مغلقة، أصابها الصمم فصُكّت كأنها غطيت، وكأنها غلفت بحديد ومواد حالت بينها وبين السماع.
((أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا)) وهذا يعم كل من يسمع القرآن أو يتلوه فلا يتدبره ولا يتفكر في معناه: ﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنصِتُوا﴾ [الأعراف: ٢٠٤] ويأمر التالي للقرآن والمنصت للقرآن أن يتمعن في معانيه، وأن يعي أحكامه وآدابه ورقائقه وعقائده، وكل ما نطق به.


الصفحة التالية
Icon