تفسير قوله تعالى: (فكيف إذا توفتهم الملائكة يضربون وجوههم وأدبارهم)
قال تعالى: ﴿فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ﴾ [محمد: ٢٧].
أي: كيف حال هؤلاء إذا بقوا على هذا، ولم يجددوا التوبة، ولم يرجعوا إلى الله، ولم يخافوا من عذاب الله؟ كيف بهم إذا حضرهم الموت، وحضرتهم ملائكة الموت، وهم يستخرجون أرواحهم من أجسادهم وشرايينهم وخلايا أجسامهم وهي تأبى الخروج وإذا بالملائكة يخرجونها عنفاً بالضرب على الوجه، والضرب على الأدبار، والسحب من الرأس ومن الرجل حتى تزهق الروح وتذهب إلى لعنة الله إلى جهنم وبئس المصير؟ كيف يكون حال هؤلاء الذين عاشوا على النفاق والكذب، وعلى التجسس على المسلمين، وعلى كشف عورات المسلمين؟ يعيشون مع إخوانهم بوجه ومع الكفار بوجه؛ هؤلاء عليهم لعنات الله تترا إذا بقوا كذلك، وحضرتهم ملائكة الموت تراهم ينزعون منهم أرواحهم بالعنف والضرب على الوجه والأدبار، وكذا تراها حتى تزهق الروح إلى بارئها إلى جهنم وبئس المصير!


الصفحة التالية
Icon