تفسير قوله تعالى: (قالا ربنا إننا نخاف أن يفرط علينا)
قال تعالى: ﴿قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى﴾ [طه: ٤٥].
كان لا يزال خوف فرعون متمكناً من نفس موسى وهارون، ﴿قَالا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى﴾ [طه: ٤٥].
أي: أن يفرط بأن يبادرهما بالعقوبة وبالبطش وأن يبادرهما بالقضاء عليهما بالقتل، أو أن يطغى بتجاوز الحد في عقوبتهما والتمثيل بهما بعد ذلك.
فكان جواب الله لهما: ﴿قَالَ لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦].
أي: لا تخف يا موسى، ولا تخف يا هارون؛ إنني معكما بسمعي، إنني معكما بتسديدي لكما عندما تتكلمان وتسألان أو تجيبان، أو ترغبان أو تهددان، فأنا معكما بالتسديد ومعكما بالتوفيق ومعكما بالحفظ، فأنا أراكما وأرى الذين معكما فأحفظكما من طغيان وجبروت وإفراط وظلم وفرعون.
قال تعالى: ﴿فَأْتِيَاهُ فَقُولا إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى﴾ [طه: ٤٧].
قال الله لهما: اذهبا إليه وادعواه إلى الله وعبادته وقولا له: ﴿إِنَّا رَسُولا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ﴾ [طه: ٤٧].
أي: جئناك رسولين عن ربك نبلغك أمره ونهيه، ونبلغك تهديدك بالبطش بك إن بقيت على عنادك وطغيانك.