معنى قوله تعالى: (ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه)
قوله: ﴿وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [محمد: ٣٨].
يقول ربنا: هؤلاء الذين بخلوا بأداء زكاة أموالهم هم في الحقيقة إنما يبخلون على أنفسهم؛ لأنهم سيضرونها، وسيحاسبون على منع الزكاة، وسيعاقبون، وكما قلت وأقول دوماً: العقاب كان من جنس العمل في الدنيا قبل الآخرة، سلط الله الحكومات فأخذت الضرائب التي لم ينزل الله بها من سلطان، أخذت خمسين في المائة وستين وسبعين، وسلط الله الشيوعية -وتكاد تعم ثلثي سكان الأرض- فأخذت المال كله، وأفقرت الغني، وما أغنت الفقير قط، وما كان ذلك إلا جزاءً وفاقاً لمنع الأغنياء حقوق الفقراء والمحاويج والسائلين والمحرومين، ولعذاب الله يوم القيامة أشد وأنكى.
قوله: ﴿وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ﴾ [محمد: ٣٨] أي: سيكون بخله في الحسنات التي سينالها، في الأجر والثواب الذي أعده الله للمطيعين السميعين، الذين أدوا زكاة مالهم طائعة بها أنفسهم، دون إكراه ولا رياء ولا سمعة.


الصفحة التالية
Icon