معنى قوله تعالى: (أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى)
وقوله تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى﴾ [الحجرات: ٣] أي: أولئك الغاضون أصواتهم عند النبي ﷺ حياً وميتاً، وعند تلاوة الكتاب المنزل عليه والسنة التي فسر بها كتاب الله، وعند خلفائه العادلين وورثته من العلماء العاملين، أولئك امتحن الله قلوبهم للتقوى، أي: أخلصها للتقوى.
يقال: امتحن الذهب والحديد ليعلم الزائف من الأصيل، فهؤلاء الذين تأدبوا مع رسول الله أخلص الله قلوبهم للتقوى، فأصبحوا من المؤمنين المتقين، والمؤمنين الصالحين، والمؤمنين المتأدبين، والمؤمنين العاملين.
وذكر القلوب كما قال النبي عليه الصلاة والسلام ثلاث مرات: (التقوى هاهنا) وأشار إلى صدره، أي: الإيمان التصديق، بأن يصدق القلب اللسان، وتطبق ذلك الأركان، فإذا طابق الإيمان القلبي الإسلام اللساني والعمل الأركاني فذلك الإسلام، ولذلك يكثر الله في كتابه من قوله: (الذين آمنوا وعملوا الصالحات) فالإيمان بالقلب، وعمل الصالحات بالأركان هو الإسلام علانية.
قوله تعالى: ﴿لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ﴾ [الحجرات: ٣]، فالله تعالى غفر ذنوبهم وأعظم أجورهم، ورفع درجاتهم، وكفر سيئاتهم، وجعلهم في عليين مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.


الصفحة التالية
Icon