سبب نزول الآية
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ﴾ [الحجرات: ٦].
هذه الآية كذلك لها سبب في نزولها، وسبب نزولها: ما ذكر في شأن الوليد بن عقبة بن أبي معيط القرشي، وهو ابن عقبة بن أبي معيط الكافر عدو الله والرسول، المؤذي للرسول صلى الله عليه وسلم، المأخوذ أسيراً في غزوة بدر، والمقتول صبراً، وعندما جيء به ليقتل قال: يا محمد! من للصبية؟ يريد أن يجعله يرق لأولاده، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النار، وكان الوليد من أولاده، والآية نزلت بسببه.
وذلك أن بني المصطلق كانوا قد أسلموا، فقالوا لرسول الله: ابعث لنا عند تمام الحول رسولك لنعطيه زكاة أموالنا.
وفي الميعاد لم يأت رسوله؛ إذ إن الوليد بن عقبة لما بلغ نصف الطريق خاف على نفسه فرجع، وكان رسول الله ﷺ قد أرسله لأخذ الزكاة، فقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: منعوا الزكاة وأرادوا قتلي.
فلما انتظر أولئك مقدم رسول رسول الله فلم يأت خافوا وقالوا: لم يأتنا رسول رسول الله إلا لأن به سخطاً علينا، فذهب وفد منهم إلى رسول الله عليه الصلاة والسلام، وإذا بجيش رسول الله - وعلى رأسه خالد - يأتي لقتالهم بعد أن أمر بالتبين والانتظار؛ ليعلم حقيقة دعوى الوليد وإذا بـ خالد يقف في باب محلتهم فيسمع أذان المغرب ويسمع أذان العشاء، والأذان وهو شعار المسلمين، وهو العلامة على أن أهل القرية مسلمون.
فلما رأى القوم الجيش خافوا، فقال لهم خالد: بلغنا أنكم ارتددتم وأنكم أردتم قتل رسول رسول الله ومنعتم إعطاء زكاتكم لرسول رسول الله! فأنكروا ذلك، فنزلت الآية.


الصفحة التالية
Icon