معنى قوله تعالى: (وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا)
قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣].
الشعوب: جمع شعب، والقبائل: جمع قبيلة، والشعوب بالنسبة للعجم، والقبائل بالنسبة للعرب؛ لأن العجم لا ينتسبون لقبائل، ولذلك لا تجد لهم أنساباً، وليس كذلك العرب، فهؤلاء قرشيون، وهؤلاء قحطانيون، وهؤلاء عدنانيون وهكذا.
ولذلك تجد النسبة العربية إلى القبائل وتجد النسبة الأعجمية وطنية وشعوبية، فغير العربي ينتسب لبلد وينتسب لوطن، وقد يحدث هذا لعرب انتسبوا حديثاً لمدن وشعوب لا لقبائل.
والشعب: أمة من الناس يتشابهون في اللغة ويتشابهون في العادات والتقاليد والأخلاق، وكذلك القبائل.
قوله تعالى: ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا﴾ [الحجرات: ١٣].
فالله خلق الناس من نفس واحدة، وخلق منها زوجها، وبث منهما رجالاً كثيراً ونساء، فعندما كثر الرجال وكثر النساء تعارف الناس بالشعوب والقبائل التي ينتسبون إليها فخلقنا الله من أرومة واحدة وأصل واحد، ثم تكاثرنا، فانبنى على ذلك الحاجة إلى التعارف، فلذلك قال عليه الصلاة والسلام: (تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم)، ويوشك من لا يعلم نسبه أن يتزوج ذات محرم.
وصلة الأرحام فرض لازم، وقد ذكرها الله في غير ما آية وسورة، وأكدها رسول الله عليه الصلاة والسلام، وأصبح من المعلوم من الدين بالضرورة صلة الأرحام بين الناس، وصلة الأرحام لا تكون إلا بمعرفة الأنساب، فتعرف صلة هذا بأبيك وعمك وخالك وخالتك وعمتك.


الصفحة التالية
Icon