تفسير قوله تعالى: (إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله)
قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: ١٥].
أي: إنما المؤمنون الكاملون في الإيمان الذين آمنوا بالله وبمحمد رسول لله صلى الله عليه وعلى آله بقلوبهم وألسنتهم.
﴿ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا﴾ [الحجرات: ١٥]، فلم يكن عندهم شك في الإيمان ولا تردد.
﴿وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ﴾ [الحجرات: ١٥]، أي: وتقدموا مجاهدين أعداء الله اليهود والنصارى والكفرة والمرتدين بموالاتهم.
فهؤلاء المؤمنون الذين بذلوا الأموال رخيصة في سبيل الله، والذين جاهدوا بالأنفس فبذلوا أنفسهم رخيصة لله، وجاهدوا فقاتلوا وقتلوا، هؤلاء هم المؤمنون حقاً، كما قال تعالى: ﴿أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ﴾ [الحجرات: ١٥]، لا من قال: آمنت، ولما يدخل الإيمان قلبه، فالمؤمن الحق الكامل هو من آمن بالله مخلصاً وبالرسول مخلصاً، ثم جاهد بماله وجاهد بنفسه في سبيل الله.


الصفحة التالية
Icon