تفسير قوله تعالى: (إن في ذلك لآيات لأولي النهى)
قال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى﴾ [طه: ٥٤]: أي: إن في هذه الصفات والنعوت وأسماء الله الحسنى من أن الرب جلاله هو الذي أعطى كل شيء خلقه وصورته، وألهمه كيف يتصرف بها وبحواسه، وهو الذي أنزل من السماء ماءً وخلق أزواجاً من نبات شتى، وهو الذي جعل من الأرض مهاداً وفراشاً لكل من عليها وما عليها، وهو الذي جعل في الأرض سبلاً وطرائق يهتدى بها للذهاب والإياب والتجارة وطلب العلم والسياحة وكل ما يحتاج إليه إنسان على وجه الأرض؛ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِأُوْلِي النُّهَى﴾ [طه: ٥٤] أي: لذوي العقول.
النهى: جمع نهية، وسميت العقول نهى لأن العقل ينهى الإنسان عن الشرور وعن المعاصي وعن الظلم وعن الإيذاء، وعن الجهالة والضلالة.
والمعنى: يعلم ذلك أصحاب العقول الناهية عن الشر والمعاصي، ويدرك ذلك ذو العقل السليم الذي ينهاه عن الشرك والكفر والذهاب طرائق قدداً في الكفر بالله.