تفسير قوله تعالى: (وجعلنا السماء سقفاً محفوظاً)
قال تعالى: ﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: ٣٢].
جعل السماء بالنسبة للأرض كالسقف للبيت والغرفة، وحفظه عن أن يسقط، ولو سقط على من في الأرض لدمرهم، ولأهلكهم وسحقهم؛ ولذلك لفت نظرنا إلى السماء كيف رفعها بغير عمد نراها بأعيننا، ومن لم يكن يبصر فسيراها ببصيرته، فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمى القلوب التي في الصدور.
﴿وَجَعَلْنَا السَّمَاءَ سَقْفًا مَحْفُوظًا﴾ [الأنبياء: ٣٢] أي: محفوظاً عن السقوط إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها إلى أن تقوم الساعة إلى أن يزول كل ذلك إلى إن يدمر، ولا يبقى في الكون أحد إلا الله، كان ولا شيء معه، وسيبقى ولا شيء معه كما كان، ويصبح الكل كالعهن المنفوش، وكالقطن المتطاير.
قوله: ﴿وَهُمْ عَنْ آيَاتِهَا مُعْرِضُونَ﴾ [الأنبياء: ٣٢] أي: وهؤلاء الكفار، بل أكثر الخلق عن آيات الله وقدرته في سمائه وأرضه، وفي خلقه وتدبيره معرضون، لا يعون ولا يفكرون فيه، ولا يتخذونه برهاناً على وحدانية الله وقدرته وانفراده بالخلق، والوحدانية، والتدبير والرزق، وهو الحي القيوم، القائم على كل شيء، والذي تحت قهره كل شيء جل جلاله وعز مقامه.


الصفحة التالية
Icon