تفسير قوله تعالى: (لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها)
قال تعالى: ﴿لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٩].
يقول جل جلاله: لو كان هؤلاء المعبودون من دون الله من أصنام وأوثان وأحجار وجماد آلهة كما يزعم المشركون لما دخل عابدوها النار، ولأنقذوا عابديهم ودافعوا عنهم.
ولما كانوا أعجز من أن يدافعوا عن أنفسهم فضلاً عن غيرهم كان ذلك من علامة أنها ليست بآلهة؛ لأن من يملك الدفاع عن نفسه يقاوم ولا يذل، فكيف به يذل ويذل غيره ويعجز أن ينجيه؟! وهكذا هذه الآلهة على أنها وعابديها في النار، فهم كذلك دخلوا في أنهم حصب جهنم كمن يعبد الجن ومن يعبد الفراعنة ومن يعبد حكامهم ومن يعبد زعماءهم ومن يعبد كبراءهم وما أكثرهم قبل وبعد! (إنكم وما) وهنا ينزلون منزلة الحيوان غير العاقل فيدخلون في (ما).
يقول ربنا: ﴿لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ﴾ [الأنبياء: ٩٩].
أي: لو كان هؤلاء المعبودون من الأصنام والجن والبشر آلهة لما دخلوا هم وعابدوهم إلى النار، فهم فيها خالدون خلوداً أبدياً سرمدياً: ﴿إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ﴾ [النساء: ٤٨].


الصفحة التالية
Icon