تفسير قوله تعالى: (وكذلك أنزلناه آيات بينات)
قال الله تعالى: ﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ وَأَنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يُرِيدُ﴾ [الحج: ١٦].
وكما أنزلنا الآية السابقة والكتاب في أحكامه الماضية كذلك ننزل آيات أخرى منجمة حسب الحاجة، وحسب الدافع ومصالح المسلمين.
ومن المعلوم أن القرآن الكريم نزل جميعه إلى سماء الدنيا في رمضان في ليلة القدر، ثم بعد ذلك أخذ ينزل به جبريل منجماً، أي: مجزأً وقتاً بعد وقت حسب المصلحة، وحسب ما يستجد للمسلمين مما يريدون أن يعلموا فيه الحلال والحرام والآداب والرقائق، فكما أنزل الماضي أنزل هذا.
فقوله: ﴿آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ [الحج: ١٦] أي: آيات ظاهرات مفهومات مبينات لا غموض فيها ولا لبس فيها ولا تناقض.
قال تعالى: ﴿وَأَنَّ اللَّهَ﴾ [الحج: ١٦] أي: كما يفعل ذلك فإنه يهدي من يريد، إذ لا هداية إلا لمن يريد الله هدايته، ولا ضلال إلا لمن يريد الله ضلالته، ولكن إن علم الله في أنفسنا خيراً جازانا بالخير الذي في قلوبنا، قال تعالى: ﴿إِنْ يَعْلَمِ اللَّهُ فِي قُلُوبِكُمْ خَيْرًا يُؤْتِكُمْ خَيْرًا﴾ [الأنفال: ٧٠].