تفسير قوله تعالى: (يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم وإلى الله ترجع الأمور)
قال تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾ [الحج: ٧٦].
قوله تعالى: ﴿يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ [الحج: ٧٦] أي: ما بين أيديهم في الحاضر والمستقبل، وما خلفهم مما مضى وانقضى، وعلمه بالحاضر كعلمه بالماضي وكعلمه بالمستقبل.
﴿وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾ [الحج: ٧٦] أي: أن أمورنا ترجع إليه، فيعامل كلاً حسب عمله، فإلى الله ترجع أمورنا الصالحة، وإلى الله ترجع أمورنا الطالحة، إلى الله خيرنا، وإلى الله ما صنعنا من شر، فيعاقب هذا على عصيانه، ويحسن لهذا على إحسانه، فلا تخفى عليه خافية، والآيات كلها على نسق واحد ونظام واحد: بأن الله جل جلاله دعا الناس إلى توحيده وإلى عبادته، فحبب إليهم الإيمان وكره إليهم الفسوق والعصيان، ودعاهم إلى عبادته وحده، وذم الأصنام والشرك والظلم، وأنذرهم بما حقر من معبوديهم من الأصنام التي يعبدونها دون الله، وأخبرهم بأنه يعلم كل شيء من ماضيهم وحاضرهم ومستقبلهم، وإليه المصير، فإلى الله نرجع وإلى الله نصير: إما إلى جنة وإما إلى نار، فإن كان من أهل الخير فإلى الجنة، وإن كان من أهل الشر فإلى النار.