تفسير قوله تعالى: (واضرب لهم مثل الحياة الدنيا)
قال تعالى: ﴿وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنْ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً﴾ [الكهف: ٤٥].
وهذا مثال آخر لهذه الدنيا الفانية الغرارة، وهو للأغنياء؛ حتى لا يغتروا بمالهم وبسلطانهم، وللفقراء حتى لا يملئوا قلوبهم بما عند الأغنياء.
والمخففون قد استراحوا من التبعة ومن الحساب، وكما قال عليه الصلاة والسلام: (هلك المكثرون، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا وهكذا)، وقد هلك الأغيناء وذوو الكثرة من المال؛ لأن الأغلب فيهم أنهم لا يقومون بحقوق الله في مالهم، ولا يؤدون زكاته كاملة، ولا النفقة الواجبة عليهم، ولا يعطوا من مالهم حق للفقير والمسكين، وقد يتيه أحدهم بماله ويعجب بدنياه، وهذا شأن الأكثر، ولذلك قال عليه الصلاة والسلام، (هلك المكثرون، إلا من قال هكذا وهكذا).
والمخففون هم الذين لا يملكون شيئاً، فلا يحاسبون يوم القيامة على دنيا إذا كانوا صالحين، وقد يذنبون بالقليل القليل من المال، فتجدهم فقراء في الدنيا والآخرة.
نسأل الله اللطف والسلامة.


الصفحة التالية
Icon