تفسير قوله تعالى: (بل أتيناهم بالحق وإنهم لكاذبون)
قال الله: ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [المؤمنون: ٩٠].
فهؤلاء هم الذين حاربهم رسول الله ﷺ بأمر الله جل جلاله؛ لتكون الحجة البالغة لله، ولكي لا يقولون: ما أرسلت لنا رسولاً ولا بلغنا شيء، ولم نعلم هذا، وعقولنا في الأصل لم تبلغه ولم تصل إليه، فسيكذبون، بل جاءكم كتاب من السماء وحياً على نبيكم، وهو بشر منكم تعلمون حسبه ونسبه، وتعلمون بيته ونشأته، وتعلمون أبوته وتعلمون بلاده، فكيف تزعمون أنه لم يكن؟! قال الله تعالى: ﴿بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ﴾ [المؤمنون: ٩٠] أتاهم بالحق أتاهم بالقرآن الكريم وهو حق، وأتاهم بالنبي خاتم الأنبياء وهو حق صلى الله عليه وسلم، وأتاهم ببيان كتابه بالسنة المطهرة التي نطق بها صلى الله عليه وسلم، وأتاهم بالحقائق التي لا يجادل فيها إلا أرعن أحمق أخرق، أو من عطل الله حواسه فأنكر الحقائق وهو يسمع ويرى ويبصر ويعي ويدرك.
﴿وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ﴾ [المؤمنون: ٩٠] اللام بعد إن المشددة يقال عنها: اللام الموطئة للقسم، ومعنى الكلام: أن الله يقسم بأنهم كاذبون في جحودهم، كاذبون في شركهم، كاذبون في عصيانهم، وكاذبون فيما ادعوه.