تفسير قوله تعالى: (إني جزيتهم اليوم بما صبروا أنهم هم الفائزون)
قال تعالى: ﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا أَنَّهُمْ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾ [المؤمنون: ١١١].
فهؤلاء هم الذين صمدوا على دين ربهم، والذين رسخوا في عبادة إلههم، والذين ثبتوا على الإيمان بنبيهم، فصلوا وصاموا، وزكوا وحجوا، وسامحوا وغفروا، وصبروا عن حقوقهم، وحرصوا على إيمانهم.
فهؤلاء الذين صبروا في الحياة الدنيا على استهزائكم بهم وتضاحككم عليهم أنا اليوم أجازيهم وأكافئهم وأحسن إليهم، فأغفر ذنوبهم، وأرحم ضعفهم، وأنقذهم مما أنتم فيه، وأدخلهم الجنان خالدين مخلدين.
﴿إِنِّي جَزَيْتُهُمُ الْيَوْمَ بِمَا صَبَرُوا﴾ [المؤمنون: ١١١] أي: بسبب صبرهم على أذاكم وعلى كفركم بأنهم هم الفائزون، فقد فازوا برحمة الله، وفازوا برضا الله، وفازوا بالجنان، وفازوا بأن قبل الله منهم في الدنيا عبادتهم وطاعتهم وصبرهم لأجله، فلم يهتموا بكم، ولم يلتفوا إليكم، فكانوا الفائزين وكانوا الناجحين، وكنتم أنتم الخاسرين، وكانوا المرحومين، وكنتم الملعونين.


الصفحة التالية
Icon