تفسير قوله تعالى: (سورة أنزلناها وفرضناها)
﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا﴾ [النور: ١].
ابتدأ الله جل جلاله بهذه البداية؛ ليلفت الأنظار إلى أهميتها، وإلى ما سيجيء فيها مما تعم بلواه كل البشر منذ نزول الرسالة المحمدية، ونزول كتاب الله الكريم، وإلى يوم النفخ في الصور، فأنزل له حدوداً وعقوبات لتكون زاجرة رادعة.
قال: ﴿سُورَةٌ أَنزَلْنَاهَا﴾ [النور: ١] أي: أنزل الله تعالى هذه السورة بآياتها الأربع والستين على خاتم الأنبياء صلوات الله وسلامه عليه.
﴿وَفَرَضْنَاهَا﴾ [النور: ١].
وفرض أحكامها وجعلها حكماً لازماً لكل إنسان يخرج عن حدود ربه، ويرتكب ما عنه الله نهى، وفرض فيه العقوبات اللازمة.
﴿وَأَنزَلْنَا فِيهَا آيَاتٍ بَيِّنَاتٍ﴾ [النور: ١] واضحات مفسرات متلوات، فيها البداية والنهاية من ارتكاب الإثم والعقوبة عليه.
﴿لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ﴾ [النور: ١] لعلكم أيها المؤمنون تفكرون بأن الله هو الآمر والناهي، فلا ينبغي ولا يجوز أن يخالف ويعصى، فإذا خولف وعصي استوجب المخالف والعاصي غضب الله وعقوبته ونقمته في الدنيا، ولعذاب الله أشد وأنكأ.


الصفحة التالية
Icon