﴿بكرة﴾ ما بين الفجر والطلوع.
﴿أصيلا﴾ ما بعد العصر إلى الغروب.
﴿السر﴾ الخفي من كل شيء.
﴿غفورا﴾ ستاراً للذنوب كثير التجاوز عنها.
﴿رحيمًا﴾ دائم الإفاضة للنعم.
المعنى:
وقال الذين أنكروا الحق- مع ظهوره وجحدوه مع وضوحه-: ما هذا الكلام الذي يتلوه محمد علينا، إلاّ كلام كذب مصروف عن وجه الحق، اخترعه وصوره، وأعانه عليه غيره أناس آخرون.
فقد سموا الحق الصراح والصدق الخالص إفكًا.
وجعلوا إخبار الأمين الذي كانوا يدعونه هم أمينًا، افتراء.
وجعلوا القرآن الذي عجزوا عن معارضته، كلاماً عادياً متعاوناً على تركيبه وتصويره، فسموا الشيء بغير اسمه، ووضعوا الوصف في غير موضعه، فانتهوا بذلك إلى ظلم عظيم أتوه ووقعوا فيه.
وقد شهدوا بالباطل فنسبوا للرسول- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- ما هو بريء منه من الافتراء والاستعانة بغيره، فانتهوا إلى وزر عظيم تحملوه.
وقالوا- أيضاً-: هذا الذي يتلوه علينا، هو من أخبار الأوائل وكتبهم المسطورة التي سطروها من أعاجيب أحاديثهم، مما يتلهى به ولا يوثق بصحته، توصل إليها من غيره أمر فكتبت له فكاتبها له يمليها عليه دائما في طرفي النهار فيحفظها هو ويأتينا بها.
قل- يا محمد- أنزل هذا الذي أتلوه عليكم الخالق الذي يعلم الشيء الخفي والأمر المكتوم في العالم العلوي والعالم السفلي.
أمهلكم فلم يعاجلكم بالعذاب، وبقي يجدد لكم التذكير مع إعراضكم وعنادكم، وقبح صنيعكم، وسوء ردكم، إلاّ أنه من شأنه الصفح والتجاوز ودوام الإنعام والتفضل.
فهل لكم أن ترجعوا إلى هذا الرب الغفور الرحيم؟
مزيد بيان:
بهر العرب ما رأوا وما سمعوا من رجل كان بالأمس معرضاً عنهم تاركاً لهم وشأنهم، يشهد موسم الحج معهم ويحتسب مشاهد وثنيتهم، ولكنه لا يعاديهم ولا ينكر عليهم، ويسير بينهم بالصدق والجد والعفاف وكمال المروءة سيرة تخالف سيرتهم، فهم لذلك يحبونه ويعظمونه ويدعونه الأمين، لقبًا خصصوه به فصار يُدعى به بينهم.
فأصبح اليوم- وقد جاوز الأربعين- ينكر عليهم، ويسفه أحلامهم، ويقبح عبادتهم وما