ومات عليه، دامت له تلك الملازمة، ومن لازمها بالإصرار على الكبائر كانت له، على حسب تلك الملازمة.
فعلى العاقل أن يحسن مقره ومقامه، وأن يجتنب كل موطن تلحقه فيه الملامة، وأن يجتنب مجالس السوء والبدعة، ويلازم مجالس الطاعة والسنة.
وأن يسرع بالتوبة مفارقاً الذنوب، وألا يصر على شيء من القبائح والعيوب.
وأن يكون سريع الرجوع إلى الله ولو عظم ذنبه وبلواه، فالله يحب التوابين ويغفر للأوابين جعلنا منهم أجمعين آمين.
أيهما أكمل:
العبادة مع رجاء الثواب وخوف العقاب؟ أم العبادة دونهما؟
زيادة بيان على قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾.
تمهيد:
قد قال قوم: إن العبادة دون رجاء ثواب ولا خوف عقاب هي أكمل العبادات!.
وأنكرنا مقالتهم فيما كتبناه على قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا﴾ فيما سبق.
وقلنا في الإنكار عليهم:
"وزعموا" أن كمال التعظيم لله ينافيه أن تكون العبادة معها خوف من عقابه، أو طمع في ثوابه، ((وأخطأوا فيما زعموا)).
وذكرنا إثر ذلك بعض الأدلة التي اعتمدنا عليها.
...
وبعد أن مضى على ذلك ثلاثة أشهر كاملة!! نشر الشيخ المولود الحافظي مقالًا رداً علينا، دون أن يذكر جميع أدلتنا، ودون أن يتعرض لنقضها في سندها أو متنها، أو عدم انطباقها، أو إفادتها لما سبقت لإفادته، ودون أن يعارضها بمثلها في الرتبة والدلالة.
وأطال بما بعضه خارج عن محل النزاع، وبعضه هو نفس الدعوى المحتاجة إلى الاستدلال. فرأينا- إثر إطلاعنا على مقاله- أن نعود لذكر أدلتنا التي اعتمدنا عليها فيما اخترناه: من أن وضع العبادة الشرعية، على رجاء الثواب وخوف العقاب، وبيان دلالتها على المدعى. ثم نتكلم على بعض ما في مقاله، فنقول: