ترغيب وإقتداء:
يذكر الله- تعالى- لنا في شأن هذا النبي الكريم ما أعطاه من علم، وما مكنه منه من عظيم الأشياء.
ترغيباً لنا في طلب العلم، والسعي في تحصيل كل ما بنا حاجة إليه من أمور الدنيا.
وتشويقاً لنا إلى ما في هذا الكون من عوالم الجماد، وعوالم الأحياء.
وبعثا لهممنا على التحلي بأسباب العظمة من العلم والقوة.
وحثاً لنا على تشييد الملك العظيم الفخم على سنن ملك النبوة.
فقد كان سليمان عليه السلام نبياً، وما كان ملكه ذلك إلاّ بإذن الله ورضاه، فهو فيما ذكره الله من أمره قدوة وأي قدوة مثل سائر الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام أجمعين.
الفصل الثالث الآية الثالثة
﴿وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (١٧)﴾ [النمل: ١٧].
(الحشر) الجمع من أماكن متفرقة.
(جنوده) هم المنتظمون في سلك عسكريته، فجمعوا له عند الحاجة إليهم في سفر أراده.
(يوزعون) يكفون عن الخروج عن النظام في السير، فيمنع أولهم من سبق آخرهم، وآخرهم من التأخر عن سابقهم، ويمنعون من الخروج عن الصفوف إلى اليمين أو الشمال، لأن وزعه عن الشيء معناه كفه عنه.
وفي ترتيب الجنود في الذكر مراعاة الأقوى، وأعلاهم في ذلك الجن، ثم الإنس، ثم الطير.
وفاعل (حشرهم) الأعوان الحاشرون. وفاعل (وزع) هم الضباط المنظمون.
المعنى:
كان لسليمان- عليه الصلاة والسلام- من الجن والإنس والطير جنود معينون معروفون يتركب منهم عسكره. يكونون متفرقين، فإذا عرض أمر جمعهم.
وكان له أعوان يعرفون أولئك الجنود ويعرفون أماكنهم، فهم الذين يجمعونهم عند الحاجة إليهم.