أعطيت تلك الملكة كل ما تحتاج إليه (١) في نظام ملكها وعظمته، ومن مظاهر تلك العظمة السرير العظيم الذي تجلس عليه بين أهل مملكتها.
عظمة المملكة العربية اليمنية:
كانت بلقيس ملكة على اليمن، في منتصف القرن العاشر قبل الميلاد. وقد كانت ملكة عظيمة على مملكة عظيمة راقية.
والهدهد الذي شاهد ملك سليمان وعظمته، قد استعظم ملكها وعرشها، وعظمة العرش عنوان عظمة الملك، فلذا خصصه الهدهد بالذكر، ورغب سليمان في الإتيان به.
تفوق العرب على الإسرائيليين:
كل ذلك الرقي وتلك العظمة بلغتها المملكة العربية اليمنية بنفسها، من تفكيرها وعملها من قرون بعيدة.
فأما الإسرائيليون- وهم إذ ذاك في القرن الخامس من تاريخهم- فإنهم لم يبلغوا في ذلك العهد إلى شيء من ذلك.
وما كان لسليمان من بناءات ومنشآت فهو مما صنعته له الجن والشياطين، كما جاء في آيات من القرآن عديدة.
ولم يترك بنو إسرائيل من الآثار ما يدل على شيء ذي بال من الفن والقوة.
فأما ما تركته اليمن فهو شيء كثير قائم مشاهد والاكتشافات ما زالت تظهر منه شيئاً فشيئاً.
ولاية المرأة الملك:
ثبت عن النبي- صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ- أنه قال:
«لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة» (٢).
قاله لما بلغه أن الفرس ملكوا عليهم امرأة، فاقتضى هذا ألا تلي المرأة ولاية ولا إمارة ولا قضاء.
وأيدت هذا النص الصحيح السنة العملية، فأخذ به جمهور أئمة الإسلام، وجاءت روايات عليلة عن بعضهم، لم يلتفت إليها، ولم يعمل بها.
تعليل:
لا تصلح المرأة للولاية.

(١) تحرفت في الأصل المطبوع إلى "إليها" فاقتضى التصحيح.
(٢) أخرجه من حديث أبي بكرة البخاري في المغازي باب ٨٢، والفتن باب ١٨. والترمذي في الفتن باب ٧٥. والنسائي في القضاء باب ٨. وأحمد في المسند (٥/ ٣٨، ٤٣، ٤٧، ٥١).


الصفحة التالية
Icon