فقد عدنا- والحمد لله تعالى- إلى مجالس التذكير، من دروس التفسير (١).
نقتطف أزهارها، ونجني من ثمارها، بيسرٍ من الله تعالى وتيسير.
على عادتنا في تفسير الألفاظ بأرجح معانيها اللغوية، وحمل التراكيب على أبلغ أساليبها البيانية، وربط الآيات، بوجوه المناسبات.
معتمدين في ذلك على صحيح المنقول، وسديد المعقول، مما جلاه أئمة السلف المتقدمون، أو غاص عليه علماء الخلف المتأخرون، رحمة الله عليهم أجمعين.
وعمدتنا فيما نرجع إليه من كتب الأئمة:
١ - تفسير "ابن جرير الطبري" (٢)، الذي يمتاز بالتفاسير النقلية السلفية، وبأسلوبه الترسلي البليغ في بيان معنى الآيات القرآنية، وبترجيحاته لأولى الأقوال عنده بالصواب.
٢ - وتفسير "الكشاف" (٣) الذي يمتاز بذوقه البياني في الأسلوب القرآني، وتطبيقه فنون البلاغة على آيات الكتاب، والتنظير لها بكلام العرب، واستعمالها في أفانين الكلام.
٣ - وتفسير "أبي حيان الأندلسي" (٤) الذي يمتاز بتحقيقاته النحوية واللغوية، وتوجيهه للقراءات.
٤ - وتفسير "الرازي" (٥) الذي يمتاز ببحوثه في العلوم الكونية، مما يتعلق بالجماد والنبات والحيوان والإنسان، وفي العلوم الكلامية، ومقالات الفرق، والمناظرة والحجاج في ذلك.
إلى غير هذا مما لا بد لنا من مراجعته من كتب التفسير والحديث والأحكام، وغيرها مما يقتضيه المقام.
...
نقول هذا؛ ليعرف الطلبة مصادر درسنا، ومآخذ ما يسمعونه منا. ونحن نعلم أننا- والله- كما قال أخو العرب:

(١) هذا درس من دروس التفسير للإمام ابن باديس اخترناه من بين دروسه التي كان يفتتحها بخطبة مرتجلة كل عام. وفيها أسلوب أدبي للإمام معتمداً على السجع.
(٢) وهو المسمى "جامع البيان عن تأويل آي القرآن" وقد صدر عن دار الكتب العلمية بطبعته الأولى سنة ١٩٩٢م، باثني عشر مجلداً.
(٣) وهو للزمخشري. وسيصدر هذه السنة (١٩٩٥م) عن دار الكتب العلمية، إن شاء الله تعالى.
(٤) وهو تفسير "البحر المحيط". وقد صدر عن دار الكتب العلمية بطبعته الأولى سنة ١٩٩٣م، بثمان مجلدات. بتحقيق الشيخين عادل أحمد عبد الموجود وعلي محمد معوض والدكتور زكريا عبد المجبد النوتي والدكتور أحمد النجولي الجمل.
(٥) هو تفسير الإمام فخر الدين محمد بن عمر الرازي المتوفى سنة ٦٠٦هـ المسمى "مفاتيح الغيب". وقد صدر هذا التفسير عن دار الكتب العلمية في طبعته الأولى سنة ١٩٩٠م، في ستة عشر مجلدا.


الصفحة التالية
Icon