واللغوي. والشيخ محمد الخضر حسين، والشيخ الصالح النيفر، وغيرهم من أفاضل علماء جامعة الزيتونة.
وتخرج من الزيتونة سنة ١٩١٢م بشهادة عليا (التطويع).
وذهب إلى الحج سنة ١٩١٢، والتقى في المدينة المنورة بشيخه المهاجر حمدان الونيسي، والشيخ البشير الإبراهيمي، وتدارسوا وضعية الجزائر وضرورة إنشاء "جمعية العلماء المسلمين الجزائريين"، وإن تأخر إنشاؤها حتى سنة ١٩٣١م.
وزار لبنان وسوريا ومصر، في طريق عودته، وأجازه الشيخ بخيت من كبار علماء الأزهر بشهادة العالمية من الأزهر الشريف.
السمات الأساسية في شخصيته:
كان ابن باديس أبيض اللون مشربا بحمرة، كث اللحية، نحيل الجسم، واسع العينين، نافذ النظرات، زاهدا عفيفا، متسامحا ورعا، رفيقا متفائلا، أوابا توابا، يعفو عمن أساء إليه، صارما في الحق، له شجاعة نادرة، وصبر على العمل، جهوري الصوت حسن السمت، نظيف الهندام، في بساطة محببة.
لا ينطق إلاّ في حق، ولا يسكت على باطل، يرد على معارضيه بطول نفس وسعة صدر، ويتناول الموضوع فيجلي جميع أطرافه، محافظا على مواعيده، ومنظما لأوقاته ذاكرا للقرآن، ومتذكرا للسنة في فراغه وراحاته.
له كثير من صفات الأفغاني، والشيخ محمد عبده.
وعلى الجملة، فهو شخصية غنية ثرة فياضة مؤثرة متأثرة:
لَيْسَ عَلَى اللهِ بِمُسْتَنْكِرٍ | أَن يَّجْمَعَ العَالَمَ فِي وَاحِدٍ |
من أهم العوامل التي أثرت في تكوينه.
١ - أساتذته الذين سبقت الإشارة إليهم، وغيرهم. إذ غرسوا فيه خلق العلماء، وتواضع الحلماء، وصفات القادة والمصلحين.
٢ - أسرته وبيئته، ويحدثنا عن ذلك زميله في الجهاد، الشيخ البشير الإبراهيمي:
«الشيخ عبد الحميد بن باديس، من أعلم علماء الشمال الإفريقي ولا أغالي، وباني النهضات العلمية والأدبية والاجتماعية والسياسية بالجزائر | وبيت ابن باديس في قسنطينة بيت عريق في السؤدد والعلم، ينتهي نسبه في سلسلة كعمود الصبح إلى المعز ابن باديس، مؤسس الدولة |