قَالَ تَعَالَى: (وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ) (١).
ذكر الطبري عن مجاهد: لقنَّاها إبراهيم وبصرناه إياها وعرفناه على قومه.
وذكر أبو السعود: علمناه إياها، ومثله البروسوي: أرشدناه وعلمناه وكذلك الجلالين: أرشدناه لها، وقال أبو البقاء نقله الجمل: آتيناها إبراهيم مستعلية على قومه قاهرة لها.
وقال الآلوسي: آتينا تضمن معنى الغلبة ويتعلق به (على قومه).
وقال أبو حيان: ويجوز أن يكون مع موضع الحال وحذف المضاف أي آتيناها إبراهيم مستعلية على حجج قومه قاهرة لها.
أقول: لعل تضمين الإتيان معنى التزويد والتسويد معا أي الحجة التي زودناه إياها فسودناه على قومه ليدحض بها حجتهم أقرب للسياق، سياق الحجج والبراهين، فغالب أو مغلوب. فتضمين (آتى) معنى زود وسود أدنى إلى نفحات مدلول النص، جَعَلَت إبراهيم يسود بهذا الزاد على قومه ويكشف عن وهن ما هم عليه فـ (آتيناها) وما أومأت إليه وعقدت غرضها عليه من قوة
الحجة؛ جعلت إبراهيم ينهزم الباطلُ أمامه: قوة ليس معها ضعف، ثقة ليس معها تردد، أمن ليس معه خوف، واطمئنان ليس معه قلق... يعلو بهذه


الصفحة التالية
Icon