وفي النهر الماد: الأحسن تخريجه على التضمين أي لا يمنعونكم فسادا، وقال البيضاوي: الأُلُؤُ: التقصير، لا يقصرون في الفساد وأصله أن يتعدى بالحرف وعدي إلى مفعولين على تضمين معنى المنع أو النقص. أما ابن الأنباري فقال: ويختص التضمين عن غيره من المعديات بأنه قد ينقل الفعل إلى أكثر من درجة ولذلك عدي ألوت بقصر الهمزة إلى مفعولين بعدما كان قاصرا وذلك في قولهم: لا ألوك نصحا ولا ألوك جهداً لمّا ضُمن معنى لا أمنعك ومنه (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا) والخبال تقطيع الأيدي والأرجل. ومثله العُكبري.
أقول: صورة ناطقة للغيظ الكظيم، والشر الدفين، واضحة الملامح تكشف عن دخيلتهم بفعل قاصر ألَوْت في الأمر عداه العليم إلى مفعولين لا يمنعونكم سوءا (لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا) ليفضحَ كل خالجة من أهل الكتاب في إعنات المسلمين والكَيد والدس لهم ونَثر الشوك في كل سبيل... فهل ينخدع بعدها المسلمون فيمنحونهم الود أو الثقة أو الولاء؟!.
الفعل قاصر فلماذا عدَّاه الجليل؟ ليكون المسلم حصيفا عاقلا فلا يفضي إليهم بالمودة، أو يأمنهم على أسرار الجماعة المسلمة أو يتخذ منهم بطانة ليجعلهم أمناء على مصالحه، ولم يَرِد هذا التحذير مقصورا على فترة