يحملنكم كما فسره قتادة ونقل عن ثعلب والكسائي. وقال الفراء وأبو عبيدة: المعنى لا يكسبنكم و (جرم) جار مجرى (كسب) في المعنى والتعدي إلى مفعول واثنين يقال: جرم ذنبا: كسبه: وجرمته ذنبا: كسبته إياه. خلا أن جرم يستعمل غالبا في كَسْبِ ما لا خير فيه وهو السبب في إيثاره هاهنا على الثاني وأصل مادته موضوعة لمعنى القطع لأن الكاسب ينقطع لكسبه، وقد يقال: أجرمته ذنبا على نقل المتعدي إلى مفعول بالهمزة إلى مفعولين، كما يقال: أكسبه ذنبا وعليه قراءة عبد اللَّه (لَا يَجْرِمَنَّكُمْ) بضم الياء.
أقول: تضمن (جرم) معنى (حمل) والمتعدي بـ (على) قال الشاعر:
ولا أحمل الحقد القديم عليهم | وليس رئيس القوم من يحمل الحقدا |
ثم استأنف فقال: (اعدلوا) ثم ذكر علة الأمر بالعدل فقال: (هُوَ أَقرَبُ