وضعاً، جزثيات استعمالاً. وقال الرازي: واللفظ إما أن يكون معناه مستقلا بالمعلومية أو لا يكون كالحرف. أ. هـ فالحرف إذا معناه غير مستقل بنفسه. وأما الزجاجي فقد سمى القسم الثالث حرفا لأنه حَد ما بين هذين القسمين ورباط لهما.
وقال عبد الحكيم في حاشية المطول: ذهب الأوائل إلى أنها موضوعة للمعاني الكلية الملحوظة لغيرها. ولهذا شرط الواضع في دلالتها ذِكْر الغَير معها. فمعنى (مِنْ) مثلاً هو الابتداء، لكن من حيث أنه آلة لتعرف حال غيره، ولهذا وجب ذكر الغير، وهذا ما اختاره الشارح في تصانيفه يعني التفتازاني. أ. هـ فحروف المعاني دالة على الأعراض النسبية الإضافية، وهي المسؤولة عن الوجود الرابطي. وقد أشار ابن سيده إلى وظيفة الحروف فقال: حروف المعاني روابط تربط الأسماء بالأفعال والأسماء بالأسماء، ومع أنها أكثر في الاستعمال وأقوم دورا فهي قليلة، وسبب قلتها مع كثرة الاستعمال لها أنها إنما يُحتاج إليها لغيرها من الاسم أو الفعل أو الجملة، وليس كذلك غيرها من الأسماء والأفعال، لأنها يُحتاج إليها في أنفسهاء فصارت هذه الحروف كالآلة وغيرها كالعمل في إعداد الآلة، وهذه علة ذكرها أبو علي الفارسي وهي حسنة.
فالنحوي يبحث - في ضوء صحة التركيب وسلامته من اللحن والخطأ - عن المعنى من خلال الوظيفة النحوية في الأداة والصيغة والتركيب، فنسمي