عندهم أن يكون نكرة وأما كونه مشبهاً بالمفعول فذلك عند الجمهور مخصوص بالصفة ولا يجوز بالفعل أن تقول: زيد حَسَنٌ الوجهَ. ولا يجوز حسن الوجه ولا يحْسُنُ الوجهُ، وأما إسقاط حرف الجر وأصله من سفه في نفسه، فلا ينقاس، وأما كونه توكيداً وحُذف مؤكده ففيه خلاف، وأما التضمين فلا ينقاس، وأما نصبه على أن يكون مفعولا به ويكون الفعل يتعدى بنفسه فهو الذي نختاره لأن ثعلبا والمبرد حكياه: أن سفِه بكسر الفاء يتعدى كسفه.
قال ابن عباس: معنى (سفه نفسه): خسر نفسه وقال أبو روق: عجز رأيه عن نفسه، وقال يمان: حمق رأيه، وقال الكلبي: قتل نفسه، وقال ابن بحر: جهلها ولم يعرف ما فيها من الدلائل. وأما سفُه فمعناه صار سفيها مثل فقُه: صار فقيها. أ. هـ. وذكر الآلوسي: نفسه مفعول به، وأما سفُه بالضم فلازم، ويشهد له ما جاء في الحديث: قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: " الكبر أن تسفه الحق وتغمط الناس ". وقيل: إنه لازم أيضاً وتعدى المفعول لتضمنه معنى ما يتعدى إليه أي (جهل نفسه) لخفة عقله وعدم تفكره، أو قيل: أن النصب بنزع الخافض أي في نفسه فلا ينافي اللزوم. أ. هـ.
قال الزجاج: القول الجيد عندي في هذا أن سفه في موضع جهل فالمعنى جهل نفسه أي لم يفكر في نفسه، فوضع سفه في موضع جهل وعُدي كما عدي. وفي الحديث الثابت المرفوع: حين سئل النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ - عن الكبر فقال: (الكبر من سفه الحق)، أي جهل الحق فلا يراه حقاً. وفي حديث آخر: " ولكن البغي من سفه الحق ".