ولا عَيْجَ به وإنَّمَا يكشف اللَّه زيف السحرة فلا يسمي عملهم صالحا لأنه لم يصادف فيه خيرا، وكيف يفلحون وقال فيهم: (وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى) وكيف يفلحون وسماهم ربنا مفسدين؟!
وإصرار المفسرين على التضمين ليس بحجة لأن مرجع ذلك إلى الاستنباط والفكرة وطريق المعرفة بها الروية ومستقاها سفْر الخاطر في صيدها حتى يكشف له عنها.
فإذا كان كذلك، لزم ما رُمْته، وصح به ما قدمته.
وإذا الأمورُ تشابهت... لزمتُ بعضَ أصولها
وإذا الوجوهُ تَشعَّبت... أخذتُ خير فروعها
* * *
قَالَ تَعَالَى: (وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي) (٣).
ذكر أبو حيان والزمخشري والعكبري: سأل أن يجعل ذريته موقعا للصلاح ومَظِنّة له، كأنه قال: هب لي الصلاح في ذريتي فأوقعه فيهم، أو ضمن (أصلح) معنى (الطف) بي في ذريتي لأن أصلح يتعدى بنفسه كقوله: (وَأَصْلَحْنَا لَهُ زَوْجَهُ) ولذلك احتيج قوله: (فِي ذُرِّيَّتِي) إلى التأويل. وقال الآلوسي: أصلح: نزل منزلة اللازم ثم عدي بـ (في) ليفيد ما أشرنا إليه من سريان الصلاح فيهم وكونهم كالظرف له لتمكنه فيهم وإلا فكان


الصفحة التالية
Icon