العمل، وتوجيه منه لرسوله صلوات اللَّه عليه، وقطع الطريق على التفكير في الملاينة معهم إذ لا بد من الصدع بالحق، وقد جاءت كلمة الحق حاسمة: (فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ). فهذه الزيادة منه سبحانه تليق بطغيانهم، فهم يستحفونها عن كفاءة عالية، بل ويستوجبها إصرارهم على كفرهم.
إنه التضمين وإنه نسيج وحده.
على ضروب البيان.. لم يَشتف بمثيل
* * *
قَالَ تَعَالَى: (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) (١)
ذكر الجمل: زوَّج يتعدى بنفسه إلى مفعولين وعدي للثاني بالباء لتضمنه معنى (قرناهم). وقال الآلوسي: ويعلم مما ذكر أن قول بعض الفقهاء (زوجته بها) خطأ لا وجه له. وأخرج ابن جرير وغيره عن مجاهد أنه قال: زوجناهم: أنكحناهم والمراد على ما قال أكثر من واحد: قرناهم. وقال أبو السعود: وزوجناهم: قرناهم بهن. ومثله قال البيضاوي ولذلك عدي بالباء. ووافقه البروسوي أيضا. ونقل عن صاحب المفردات قوله: ولم يجئ في القرآن زوجناهم حورا كما يقال: زوجته امرأة تنبيها أن ذلك لا يكون على حسب المتعارف فيما بيننا من المناكحة، قيل: ثم لا يكون العقد في الجنة لأن فائدته: الحِل، والجنة ليست بدار كلفة من تحريم أو تحليل.
وذكر الخليل: أن الباء للإقحام ومعناه زوجناهم حورا عينا. وقال


الصفحة التالية
Icon