ريسلر (١)
".. لما كانت روعة القرآن في اسلوبه فقد انزل ليقرأ ويتلى بصوت عال. ولا تستطيع اية ترجمة ان تعبر عن فروقه الدقيقة المشبعة بالحساسية الشرقية. ويجب ان تقرأه في لغته التي كتب بها لتتمكن من تذوق جمله وقوته وسمو صياغته. ويخلق نثره الموسيقى والمسجوع سحراً مؤثراً في النفس حيث تزخر الافكار قوة وتتوهج الصور نضارة، فلا يستطيع احد ان ينكر ان سلطانه السحري وسموه الروحي يسهمان في إشعارنا بان محمداً ﷺ كان ملهماً بجلال الله وعظمته" (٢)
"كان في القرآن فوق انه كتاب ديني خلاصة جميع المعارف.. وظل زمناً طويلاً اول كتاب يتخذ للقراءة إلى الوقت الذي شكل فيه وحدة كتاب المعرفة والتربية. ولا يزال حتى اليوم النص الذي تقوم عليه اسس التعليم في الجامعات الاسلامية. ولا تستطيع الترجمات ان تنقل ثروته اللغوية (اذ يذبل جمال اللغة في الترجمات كأنها زهرة قطفت من جذورها) ولذلك يجب ان يقرأ القرآن في نصه الاصلي" (٣)
" ان القرآن يجد الحلول لجميع القضايا، ويربط ما بين القانون الديني والقانون الاخلاقي، ويسعى إلى خلق النظام، والوحدة الاجتماعية، والى تخفيف البؤس والقسوة والخرافات. انه يسعى إلى الاخذ بيد المستضعفين، ويوصي بالبر، ويأمر بالرحمة.. وفي مادة التشريع وضع قواعد لادق التفاصيل للتعاون اليومي، ونظم العقود والمواريث، وفي ميدان الاسرة حدد سلوك كل فرد تجاه معاملة الاطفال والارقاء والحيوانات والصحة والملبس، الخ.." (٤)
".. حقاً، لقد ظلت شريعة القرآن راسخة على انها المبدأ الاساسي لحياة المسلم ولم يتعرض ما جاء في القرآن من نظر واخلاق ونظام لأية تغييرات ولا لتبديلات بعيدة الغور" (٥)
"يظل القرآن طيلة القرون الاولى للهجرة من جهة المبدأ مصدر الالهام لكل العقلية الاسلامية فهو يضم بين اطرافه الافكار والاحاسيس الضرورية والكافية لتزويد اعظم الداسات في الفكر" (٦)
(١) جاك. س. ريسلر J.S.restler: باحث فرنسي معاصر، واستاذ بالمعهد الاسلامي بباريس.
(٢) الحضارة العربية، ص ٣٠ - ٣١.
(٣) نفسه، ص ٤٥.
(٤) نفسه، ص ٥١.
(٥) نفسه، ص ٧٥.
(٦) نفسه، ص ٢١٢.