كَانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ) حتى قرأ الآيات، قال: قلت: بأبي وأمي يا رسول اللَّه، والذي بعثك بالحق لقد جئت وأنا أُريد أن أخبرك فأسمع اللطيف الخبير قد سبقني إليك بالخبر) اهـ.
وبما تقدم تبين أنه لم يصح حديث مرفوع إلى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالخمسة المذكورة جميعاً، لكن بعضها صحت مفرقة، ولبعضها شواهد.
فمن ذلك قولهم: أخبرنا عن علامة النبي.
قالت عائشة - رضي الله عنها -: قلت: يا رسول اللَّه، أتنام قبل أن توتر؟ قال: (يا عائشة إن عينيّ تنامان ولا ينام قلبي).
أما قولهم: أخبرنا كيف تؤنث المرأة وكيف تُذكر؟
فقد روى ثوبان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قال: كنت قائماً عند رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فجاء حبر من أحبار اليهود فقال: السلام عليك يا محمد.. فذكر الحديث وفيه قال: جئت أسألك عن شيء لا يعلمه أحد من أهل الأرض إلا نبي أو رجل أو رجلان. قال: (ينفعك إن حدثتك؟) قال: أسمع بأُذنيَّ. قال: جئت أسألك عن الولد؟ قال: (ماء الرجل أبيض وماءُ المرأة أصفر، فإذا اجتمعا فعلا منيُّ الرجل منيَّ المرأة، أَذْكَرَا بإذن اللَّه، وإذا علا منيُّ المرأة منيَّ الرجل، آنثا بإذن الله)، قال اليهودي: لقد صدقتَ وإنك لنبي.
وأمّا قولهم: أخبرنا ما حرم إسرائيل على نفسه؟
فقد ثبت أنه صحيح وقفه على ابن عبَّاسٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - كما تقدم.